خبراء: الاقتصاد الأخضر يقود «التأمين» نحو التخلص من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول 2050

كتحول هام فى المشهد المالى العالمى

خبراء: الاقتصاد الأخضر يقود «التأمين» نحو التخلص من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول 2050
إبراهيم الهادي عيسى

إبراهيم الهادي عيسى

6:52 م, الثلاثاء, 7 مايو 24

تظهر شركات التأمين وإعادة التأمين كمهندسين غير مشهورين للتحول، فى لوحة المعركة الكبرى لمكافحة تغير المناخ؛ حيث تمتلك نفوذا غير مسبوق لإعادة تشكيل مسار البيئية.

قالت أمانى الماحى، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين، تعليقًا على دور التأمين التحول نحو الاقتصاد الأخضر، إن الدور الحاسم الذى تقوم به شركات القطاع فى مساعدة الحكومات يعمل على تحقيق صافى انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2050، ويمثل تحولا مهما فى المشهد المالى العالمى، حيث تتوازى التنمية المستدامة مع الربحية فى سيمفونية  متناغمة نحو غدٍ أخضر.

وتابعت أن فى قلب تلك القوة تكمن فى مجموعة من الأدوات المالية المبتكرة والفهم العميق لتقييم المخاطر، فى استعداد لتحول العالم من الطاقة الثقيلة فى الكربون إلى مصادر الطاقة المتجددة، من خلال تجنيد خبرات وموارد الاتحاد المصرى للتأمين، كشعلة ضد تغير المناخ، مدفوعة باتجاه مستقبل يسوده الاستدامة.

وبيّنت أن واحدة من الجوانب المحورية فى التحول نحو الاقتصاد الأخضر إعادة توجيه إستراتيجيات الاستثمار، حيث تعيد شركات التأمين توجيه تدفقات رؤوس الأموال نحو قطاع الطاقة المتجددة المزدهر، بينما لا ينبغى أن يكون التحول الإستراتيجي مجرد صدى لدعوة وعى بالمسئولية البيئية، بل يفتح أبوابا واسعة أمام فرص النمو والاستقرار المالى طويل الأمد، ملهما المستثمرين نحو مستقبل يتسم بالضمير والازدهار.

 وأشارت إلى أن الرحلة نحو الانبعاثات الصفرية ليست فردية، وإنما التعاون يظهر كركيزة للنجاح، حيث تشكل شركات التأمين تحالفات تعاونية مع الحكومة وأصحاب المصلحة لوضع وتنفيذ إستراتيجيات فعّالة لمكافحة تغير المناخ، للاستفادة من القوى المجتمعة لجهودهم التآزرية، ليسرعوا الانتقال نحو اقتصاد قليل الكربون، إلى جانب تمويل مشاريع الطاقة المتجددة.

وأوضحت أن شركات التأمين تلعب دورا رئيسا فى تعزيز المقاربات الشاملة لمقاومة المناخ، حيث تقدم حلول إدارة المخاطر التى تخفف من آثار الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، من خلال منتجات مبتكرة، تحفز وتكافئ الممارسات المقاومة للمناخ، ما يقوى المجتمعات ضد هجمات الطبيعة المتوقعة ويفتح الطريق نحو مستقبل أكثر قوة ومرونة.

وأكدت أن القدرة التحويلية لشركات التأمين وإعادة التأمين تدفع العمل المناخى بلا حدود، من خلال اعتناق مبادئ الاستدامة والاستفادة من قدراتها الفريدة، بينما لا تقلل تلك الشركات فقط من مخاطر التغير المناخى، بل تزيّن الطريق نحو مستقبل أكثر عدالة وقوة واستدامة للجميع، ومستقبل خالٍ من الانبعاثات بحلول عام 2050.

ومن ناحيته، قال نيكو كونرادى، الرئيس التنفيذى لشركة ميونيخ رى فى أفريقيا، فى بيان للشركة، أن بوسع شركات التأمين وإعادة التأمين لعب دور مهم فى مساعدة الحكومات على تحقيق صافى انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2050، من خلال إعادة النظر فى حلول التمويل والاكتتاب لدعم تحول الطاقة من الطاقة المعتمدة على الفحم إلى الطاقات المتجددة.

وأضاف أن لدى “ميونيخ رى” هدف واضح، أنها ستقدم مساهمتها فى تحقيق أهداف باريس للمناخ، بحلول نهاية عام 2020، كانت شركة ميونيخ رى قد حددت بالفعل أهدافا لانبعاثات الغازات الدفيئة لاستثمارات ومعاملات إعادة التأمين والعمليات التجارية الخاصة بالشركة.

وبيّن أن الشركة توقفت عن الاستثمار فى الشركات التى حققت أكثر من 30% من أرباحها من الفحم أو عن طريق استخراج النفط من الرمال النفطية، بينما توقفت الشركة عن تأمين محطات توليد الطاقة الجديدة التى تعمل بالفحم ومناجم الفحم الجديدة ومناجم الرمال النفطية، كجزء من طموح 2025، وقدمت “ميونيخ رى” سلسلة من الأهداف الطموحة كأهداف متوسطة المدى نحو هدف 2050 طويل المدى.

وأكد أن على شركات إعادة التأمين أن تضطلع بأدوارها المتعلقة بتغير المناخ وتحول الطاقة، مع إيلاء الاعتبار الواجب للتحديات المزدوجة، المتمثلة فى التضخم وانخفاض قيمة العملة، بينما تواجه العديد من البلدان فى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحديات تتمثل فى تضخم يتجاوز 10%، ما يرتبط فى كثير من الأحيان بانخفاض قيمة عملاتها مقابل الدولار.