هل تنجح أبل في إعادة توزيع كعكة التمويل الاستهلاكي بعد إطلاقها «BNPL» عالميا؟

سالم: النشاط يشهد نموا متسارعا مع الضغوط الاقتصادية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية

هل تنجح أبل في إعادة توزيع كعكة التمويل الاستهلاكي بعد إطلاقها «BNPL» عالميا؟
طارق رمضان

طارق رمضان

8:56 ص, الأثنين, 20 يونيو 22

اتفق مجموعة من رؤساء شركات التمويل الاستهلاكى على أن دخول شركة «أبل» كلاعب جديد على الساحة العالمية سينعكس بدوره على زيادة حدة المنافسة نظرا لما يمتلكه عملاق التكنولوجيا الأمريكية من نقاط قوة تؤهله لتقديم خدمات قيمة مضافة للعملاء فى هذا الصدد.

وقالوا إن سوق التمويل الاستهلاكى تشهد معدلات نمو غير مسبوقة، لافتين إلى أن الأزمات التى تعصف بالعالم حاليا ساهمت فى تعزيز فرص نمو شركات التمويل الاستهلاكى واتجاه المستهلكين للتوجه نحو خدمات التقسيط بشكل أكبر، منوهين بأن أسواق شمال أفريقيا قد تكون بعيدة عن تركيز خدمة أبل الجديدة نظرا لوجود شريحة ليست كبيرة من عملاء الشركة فى تلك المنطقة.

وكانت «أبل» أعلنت منذ أيام خلال مؤتمرها السنوى للمطورين عن إطلاق خدمة الشراء الآن والدفع لاحقا «BNPL» لمستخدمى محفظة أبل (APPLE PAY) لتنضم بذلك إلى صناعة الدفع الآجل ، على أن يتم إطلاقها فى وقت لاحق بأمريكا كمرحلة أولى ، بحيث يتمكن العميل عند إجراء أى عملية شراء من تقسيم المبلغ المطلوب على أربع دفعات متساوية يسددونها على مدار 6 أسابيع بدون أى فوائد أو رسوم.

قال حازم مغازي، الرئيس التنفيذي لشركة أمان للخدمات المالية، إن أبل تمتلك حصة سوقية فى مصر لا تتعدي نسبتها 5% الأمر الذي سيمثل عائقا أمام عملاق التكنولوجيا الأمريكية لتحقيق النجاح المنشود لاسيما مع ارتفاع أسعار هواتفها وانخفاض مستويات دخول الأفراد فى مصر .

وأكد مغازي أن فرص نجاح أبل في دول أوروبا والدول التي تتمتع بها أبل لحصة سوقية كبيرة سوف تكون أكبر، نظرا لوجود العديد من المستخدمين فيها، بجانب ارتفاع الدخول في تلك الدول والتي سوف تعزز من فرص نجاح فكرة أبل الجديدة.

وأوضح أن فكرة الشراء حاليا والدفع لاحقا عالميا تختلف في آلية تطبيقها عن مصر، مرجعا ذلك إلى انخفاض تكلفة الفائدة عالميا والتي تتيح للشركات التي تقدم خدمات الدفع بالأجل طرح ميزة التقسيط خلال ستة أشهر بدون فائدة، مما يسهم في تقليل التكلفة.

وأضاف أن اختلاف مستويات الفرد في مصر بخلاف أوروبا تمثل لاعبا أساسيا في طرح خدمة أبل الجديدة في الأسواق، مشيرا إلى أن نجاحها عالميا سيكون أكبر نظرا لاختلاف تكلفة الأموال ومتوسط الدخل.

وأكد مؤمن سالم، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب فى شركة «بل كاش» للتمويل الاستهلاكي، أن دخول «أبل» سوق خدمات التمويل الاستهلاكى سيزيد من حدة المنافسة بين جميع اللاعبين ، موضحا أن هذا النشاط يشهد نموا متسارعا خلال الآونة الراهنة تزامنا مع الضغوط الاقتصادية التى يشهدها العالم واستمرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتى ساهمت فى رفع نسبة التضخم وتغيير سلوك المستهلكين نحو التوسع فى خدمات التقسيط مما يعزز فرص نجاح الشركة الأمريكية فى هذا المجال.

وأشار إلى أن مصر قطعت خطوات جادة فى تسليط الضوء على نشاط التمويل الاستهلاكي، لافتا إلى الدور المحورى الذى تلعبه الهيئة العامة للرقابة المالية فى العمل على طرح رخص جديدة لشركات التمويل الاستهلاكي، و تنظيم وضبط إيقاع السوق.

ورأى أن مجال التمويل الاستهلاكى يمتلك فرص استثمار واعدة على الصعيدين المحلى والعالمي، مشيرا إلى أن السوق المصرية يشهد نموا تتراوح نسبته بين 15 إلى 20% سنويا.

الفقى: الاستثمار بالمجال يواجه صعوبة الحصول على بيانات عن العملاء

فى سياق متصل، أوضح محمد الفقى ، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى فى شركة «سيمبل» لحلول التكنولوچيا المالية، أن عملاق التكنولوجيا «أبل» يمتلك عدة مقومات تؤهله لاقتحام مجال التمول الاستهلاكى وتحقيق النجاحات فيه، على رأسها امتلاك نظام تشغيلى يتميز بقدرات تأمينية عالية، بالإضافة إلى قدر كبير من بيانات العملاء تمكنها من قياس الملاءة المالية لهم.

وأضاف أن «أبل» عقدت مؤخرا شراكة مع بنك جولدن مان ساكس «Goldman Sachs» لإتاحة تقديم خدمة «APPLE CARD» بالتعاون مع شركة حلول المدفوعات «ماستر كارد»، الأمر الذى أسهم فى تعزيز نجاح خدمة أبل للدفع الإلكترونى (أبل باي).

ورجح أن تحقق الشركة الأمريكية نجاحا غير مسبوق فى سوق خدمات التمويل الاستهلاكى مع زيادة المنافسة مع الشركات العالمية الأخرى التى تقدم خدمة الشراء الآن والدفع لاحقا (BNPL) ، معتبرا أن أسواق شمال أفريقيا قد لا تأتى على رأس أولويات أبل فى الوقت الراهن نظرا لأن شريحة عملائها فى هذه المنطقة تتراوح من 10إلى %12 – على حد تقديره.

وأضاف قائلا: تشهد سوق خدمات التمويل الاستهلاكى نموا متسارعا وعنيفا خلال الوقت الراهن بسبب التغير فى سلوك المستهلكين والتوسع فى خدمات التقسيط، لافتا إلى أن التحدى الأكبر الذى يواجه الاستثمار بهذا المجال يتمثل فى صعوبة الحصول على المعلومات وكيفية التحقق منها، الأمر الذى استطاعت «أبل» أن تمتكله بقوة منذ أعوام.

يشار إلى أن تلك هى المرة الأولى التى تتعامل فيها «أبل» مع المهام المالية الرئيسية مثل القروض وإدارة المخاطر وتقييمات الائتمان حيث كانت الخدمات المالية لشركة “أبل” مدعومة من قبل مصارف وجهات خارجية لمعالجة الائتمان، حيث تعتمد بطاقة «أبل كارد الائتمانية Apple Card)) على سبيل المثال، على مصرف «جولدمان ساكس» للإقراض وتقييم الائتمان.

مدنى: قطاع بكر مازال يستوعب لاعبين آخرين

وتوقع حازم مدنى ، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة «المصرية» لخدمات التمويل الاستهلاكي، أن تحقق “أبل” نجاحا كبيرا عقب دخولها سوق التمويل الاستهلاكي، موضحا أن هذا المجال مازال بكرا وقادرا على استيعاب لاعبين جدد إلا أن نجاحها سيظل مرهونا بما ستقدمه من خدمات قيمة مضافة خاصة وأن عدد شركات التمويل الاستهلاكى عالميا سيزداد يوما تلو الآخر.

وأشار إلى أن شركات التمويل الاستهلاكى فى الأسواق الناشئة تنمو بنسبة بلغت %30 معتبرا أن أكثر التحديات التى تواجه الشركات العاملة فى هذا المجال تتمثل فى صعوبة الحصول على معلومات دقيقة حول الملاءة المالية للعملاء.

ونشر موقع «SFGate» تقريرًا فى مايو الماضى حول خدمات الدفع لاحقا سلط الضوء خلاله على شعبية هذه الخدمات بين الأجيال الصغيرة وتحديدا جيل الألفية ، وخلص التقرير إلى أن %73 من مستخدمى خدمات الدفع الآجل عالميا من الأشخاص الذين ولدوا بين عامى 1997 و2012 ومنهم %30 لم يسددوا قسطا واحدا على الأقل وحوالى %32 حاولوا سداد الأقساط عبر أموال الإيجار أو التعليم أو احتياجات أساسية أخرى.