اعتبر عدد من رؤساء الجامعات وعمداء كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى أن توسع الجامعات والكليات فى إضافة تخصصات الذكاء الاصطناعى يعد نقطة تحول فاصلة فى إتجاهات تنسيق الجامعات، مع توافر فرص عمل كبيرة ناتجة عن خطة الحكومة نحو التحول الرقمى وتنفيذ الاستراتيجية القومية للذكاء الاصطناعى.
وتوقعوا أن تشهد السنوات المقبلة تحولات كبرى فى خريطة سوق العمل مع اختفاء عدد كبير من الوظائف الحالية وظهور أخرى مرتبطة بالتكنولوجيا البازغة.
كانت وزارتا التعليم العالى والاتصالات والتكنولوجيا أعدتا بناءً على تكليف رئاسى خلال العام الماضى الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى 2019 – 2024، والتى تعتمد على محورين أولهما يتمثل فى بناء القدرات وتحديد المهارات المطلوبة وتدريبها، بينما يستهدف المحور الثانى التركيز على التخصصات والتطبيقات التى تركز على استراتيجية الذكاء الاصطناعى ومنها مجال التشخيص والرعاية الصحية والزراعة عن بعد.
دسوقى: تواكب الثورة الصناعية الرابعة وعلوم برمجة الآلآت
وقال الدكتور عبدالرازق دسوقى، رئيس جامعة كفر الشيخ، إن إنشاء أول كلية متخصصة فى الذكاء الاصطناعى بالجامعة، جاء لتلبية الاحتياجات المتزايدة بسوق العمل فى مجالات الثورة الصناعية الرابعة وبرمجة الآلات والربوتات وتكنولوجيا الحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة، وعلوم البيانات، و أنظمة الشبكات المدمجة.
وأوضح الدسوقى إنه من المتوقع زيادة الاقبال على دراسة الذكاء الاصطناعى بالجامعة خلال تنسيق العام الجارى، كما يتم حاليا دراسة إضافة تخصصات أخرى جديدة فى الكلية بعد دراسة احتياجات سوق العمل المحلى والدولى، والإقليمى.
وذكر أن خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030، ترتكز على استخدام التكنولوجيا مما يؤكد تنامى الاحتياج لخريجى كليات الذكاء الإصطناعى.
وبحسب الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى فى تصريحات سابقة، فإنه من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعى بنسبة %7.7 فى الناتج المحلى الإجمالى لمصر بحلول عام 2030، وأن يصل متوسط النمو السنوى من الذكاء الاصطناعى فى المنطقة بين 2018-2030 إلى %25.5.
وقال الوزير إن الإحصاءات العالمية تؤكد اختفاء %35 من الوظائف المعروفة خلال العشر سنوات القادمة، واختفاء %45 منها خلال 25 عاما نتيجة التطور التكنولوجى خاصة فى المجال الصناعى.
حرب: ترجيحات بتحول شريحة كبرى من دارسى الهندسة لها
ورجح الدكتور هانى حرب، عميد كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن تسحب التخصصات المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى البساط من كليات القمة مستقبلا، خاصة مع التطورات التكنولوجية فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى والتى بدأت دخول مجال الإبداع والاعمال الفنية ولم تعد قاصرة على الأعمال الروتينية.
وأكد حرب أن تنسيق الجامعات 2020/2021، قد يشهد استقطاب شريحة كبرى من الطلاب نحو دراسة تخصصات الذكاء الاصطناعى بدلا من دراسة الهندسة وخاصة فى أقسام الحاسب الآلى.
ولفت إلى أن جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تجرى دراسات دورية عن إتجاهات الطلب فى سوق العمل، ومن المقرر أن يتم إضافة تخصص الذكاء الاصطناعى بكلية الحاسبات والمعلومات بالجامعة اعتبارا من العام الدراسى الجديد وذلك بعد الحصول على موافقة المجلس الأعلى للجامعات الخاصة والأهلية.
ورأى أن سوق العمل المحلية ستشهد تحولات كبرى على الأجل القريب، فى العديد من المجالات، ما يشير إلى اختفاء العديد من الوظائف وخاصة الوظائف التقليدية.
وألمح إلى أن برامج الذكاء الإصطناعى، بدأت تدخل فى نظم تصميم برامج لتشخيص الأمراض بناء على الأعراض لتحل بذلك كبديل عن دور الطبيب الممارس العام، كما ستشهد أيضا الفترة المقبلة اندثارا لوظائف أعمال الترجمة والصراف داخل البنوك.
يشار إلى أن وزارة التعليم العالى بدأت خلال العاميين الماضيين التوسع فى إنشاء كليات وأقسام علمية جديدة داخل كليات الحاسبات والمعلومات متخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى، وتطوير المناهج العلمية بما يتواكب مع التكنولوجيات الحديثة.
كما تقوم الوزارة بإرسال بعثات متخصصة من كليات الحاسبات والمعلومات للدول المتخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى لإعدادهم وتأهيلهم للعمل على تنفيذ الإستراتيجية القومية لمصر فى مجال الذكاء الاصطناعى، فضلا عن إنشاء أول جامعة متخصصة فى تكنولوجيا البيانات والمعلومات والتقنيات البازغة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط داخل العاصمة الإدارية الجديدة.
خفاجى: نسبة البطالة فى وظائف التكنولوجيات البازغة منعدمة
وقال الدكتور محمد خفاجى، وكيل كلية الحاسبات والمعلومات لشؤون الدراسات العليا والبحوث فى جامعة الفيوم، إن خطة الدولة نحو التحول الرقمى وميكنة كافة الخدمات الحكومية والتوسع فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى، ستكون بمثابة نقطة تحول فى إتجاه الطلاب نحو الدراسات المتخصصة.
وأشار خفاجى إلى أن معدلات البطالة بين خريجى كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى منعدمة تماما، مايشير إلي أن تنفيذ خطة التحول الرقمى سيُحدث طلبا كبيرا على الوظائف المرتبطة التخصص.
واعتبر أن توجه الدولة نحو التوسع فى كليات الذكاء الإصطناعى والحاسبات والمعلومات، خطوة هامة، لكها مازالت بحاجة كبيرة لمزيد من التوسعات لتلبية الاحتياج المتزايدة بسوق العمل.
وأشاد بقرار المجلس الأعلى للجامعات، السماح لطلاب الشعبة العلمية، بالتقدم لكليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى، مما يسهم فى زيادة نسبة الطلاب المتفوقين، لدراسة الذكاء الاصطناعى.
وتوقع إن يشهد تنسيق الجامعات 2020-2021، تغيرا ملحوظا فى إتجاهات الطلاب، حيث أنه من المتوقع أن تستقطب كليات الذكاء الإصطناعى شريحة كبيرة من الطلاب اللذين كانوا يلتحقون فى السابق بكليات العلوم، مبينا أن برامج الذكاء الإصطناعى ظهرت بقوة فى دراسة المجالات الطبية ومنها الجنيات والخلايا الجزعية.
ولفت خفاجى إلى ان «حاسبات ومعلومات الفيوم» تعاقدت مؤخرا مع أكاديمية البحث العلمى، لتدشين نظام تتبع إلكترونى للأمراض المعدية باستخدام تكنولوجيا الذكاء إلاصطناعى، وبالتعاون مع جامعات إنجليزية.
كما تقوم المجموعة البحثية بالكلية أيضا بالتعاون مع إحدى الشركات الكندية، بدراسة تدشين تطبيق تأجير سيارات دون سائق يشبه «أوبر»، باستخدام تكنولوجيا الذكاء إلاصطناعى.
وتطرق إلى ان التطبيق من شأنه التعرف على شخصية وإتجاهات سلوكيات القيادة وهل يقود السائق تحت تأثير مواد مخدرة من عدمه.
يذكر أن الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، قال فى وقت سابق إن حجم الإنفاق على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى عالميا خلال العام الماضى تخطى 87 مليار دولار منها 290 مليون فى منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تصل إلى 100مليار دولار بحلول عام 2023.