قال كريم هلال المدير الإقليمى لمجموعة «كوليرز إنترناشيونال» لخدمات الاستشارات العقارية، إن السوق المصرية أصبحت فى صدارة الأسواق الواعدة بالنسبة للمستثمرين الأجانب وتحديدا فى عدة قطاعات منها الصحة والتعليم والعقارات.
وأضاف – فى حواره مع «المال» – أن «كوليرز» تتلقى طلبات متزايدة بشأن دراسة فرص الاستثمار فى مصر فى قطاعى التعليم والصحة فى ظل ارتفاع العائد الاستثمارى بهما بخلاف انخفاض عدد مقدمى الخدمة.
«المال» أجرت حوارا موسعا مع كريم هلال المدير الإقليمى لمجموعة «كوليرز إنترناشيونال»، للحديث عن خطة عمل المجموعة فى مصر، بخلاف التعرف على رؤيته لمناخ الاستثمار فى مصر وأبرز القطاعات التى تشهد رواجا استثماريا فى المرحلة الراهنة.
المجموعة تملك شبكة علاقات قوية مع عملائها إقليميا ودوليا
ومجموعة «كوليرز» شركة عالمية رائدة فى مجال الخدمات العقارات التجارية، وتمتلك الشركة مجموعة خبراء متخصصين يصل عددهم لأكثر من 18000 شخص فى 67 دولة، وتقدم مجموعة كاملة من الخدمات فى جميع أنحاء العالم تشمل التقييمات والاستشارات وإدارة الأصول، بالإضافة إلى إدارة المشروعات والبحوث داخل المشروعات السكنية والتجارية والتجزئة والضيافة والرعاية الصحية والتعليم وقطاع البنية التحتية والشراكة بين القطاعين العام والخاص والاقتصاد والمناطق الحرة الصناعية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وخلال الحوار تطرق «هلال» لرؤيته بأن المدن التقليدية أو المجتمعات العمرانية الجديدة لديهما نفس البريق الجاذب للاستثمارات الجديدة فى مجالات التعليم والصحة بخلاف العقارات.
التعليم والصحة يعانيان قصورا واضحا وعلى المستثمرين التركيز عليهما لتطوير الخدمات
ورأى المدير الإقليمى لمجموعة «كوليرز إنترناشيونال» لخدمات الاستشارات العقارية، أن مصر تعانى قصوراً واضحاً فى استثمارات قطاعى التعليم والصحة، بما يوجب على القطاع الخاص التركيز عليهما لتطوير الخدمات، ومواكبة التنمية والطفرة العمرانية التى تنفذها الدولة المصرية حالياً، لخلق جيل مميز قادر على مواصلة التنمية.
وقال «هلال» إن ما يميز شركة «كوليرز» عن باقى الشركات، هو اهتمامها بقطاعات التعليم والصحة والسياحة، فالعنصر الأساسى لهم هو عقار ومباني، فالشركة تقوم ببناء العقار المخصص لمستشفى أو جامعة، بالإضافة إلى إيجاد مستثمر أو شريك لبعض المطورين العقاريين إذا تطلب الأمر، لافتاً إلى أن الاستخدام المزدوج هو السائد حاليا.
الطلب الأكبر على العقارات يأتى من الطبقات المحدودة والمتوسطة
وبالانتقال للحديث عن مناخ الاستثمار فى السوق المحلية، فقد علق هلال على القطاع العقاري: بصفة شخصية أرى أن الطلب الأكبر على العقارات يأتى من الطبقات محدودة ومتوسطة الدخل، فذلك هو الطلب الحقيقى المستدام بغرض السكن وليس التباهي.
وتابع: «الطفرة العمرانية الحادثة تخص فقط الطبقات العليا، ولا تناسب الطبقات الأخرى، فيوجد ازدحام غير طبيعى فى جهة واحدة فقط»، موضحاً أن المطورين العقاريين لا يقدمون ذلك الطلب نظراُ لارتفاع أسعار الأرض».
واستكمل، يوجد مشكلة أخرى تواجه القطاع العقارى بأكمله، وهى شروط الدفع عن طريق دفع مقدم وتقسيط الباقى على عدد من السنين قد يصل لأكثر من 10 سنوات ليقوم المطور بوضع تلك المقدمات فى مشروع آخر، لعدم وجود مصادر تمويل أخرى متاحة، وذلك يمثل ضررا على العميل يتمثل فى تأخير استلام الوحدات، وأيضاً ضرر على الشركات الضعيفة فى السوق، لعدم وجود ملاءة مالية جيدة لهم.
وأكمل أن الحل يكمن فى تطبيق نظام «الاسكرو» لحماية العملاء، وهو حساب وسيط يخضع لجهة رقابية، ويقوم بصرف دفعات للمطور على مراحل مختلفة من المشروع محل الاهتمام، وبالتالى يضمن توجه أقساط العملاء للمشروع الخاص بهم.
ولفت إلى أن تطبيق نظام «الاسكرو» لابد أن يصاحبه مصادر للتمويل أخرى، سواء كان من البنوك أو تمويل عقاري، حتى لا يعتمد المطور على المقدمات والشيكات والتخصيم، فالمطور ليس بنكاً.
وحول توجيهات الرئيس السيسى بضرورة إنهاء %30 من إنشاءات المشروع قبل أن يتم الإعلان عنه، أوضح أن هذه التوجيهات بمثابة إشارة لوضع ضوابط لتنظيم السوق بلا رقيب لحماية العملاء، ولكنه رأى أنها قد تؤدى إلى نقلة فى السوق فى ظل عدم قدرة بعض الشركات على الوفاء بها.
وأشاد بالدراسات الأخيرة الخاصة بتفعيل حساب «الاسكرو» ولكنه انتقد قصرها فقط على تغطية %30 من المشروع، داعياً إلى أن تكون مخصصة لكامل المشروع.
وحول ظهور مدن عمرانية جديدة فى الأقاليم، قال «هلال» إن ظهور مدن جديدة بجانب وجود مرافق جيدة من طرق وكبارى وموانئ كان له مردود إيجابى من الناحية الاقتصادية، ولكنه غير مستدام.
وتقدم «كوليرز» خدمات استشارية من خلال المكاتب الإقليمية الموجودة فى الرياض وجدة والقاهرة والدوحة ودبى وأبو ظبى منذ عام 1996، وتتخصص فى حلول الشركات والتمثيل التجارى، وحلول التطوير، وخدمات التعليم والرعاية الصحية،و خدمات فندقية، واستشارات تكلفة البناء وإدارة العقارات، وخدمات استشارية للبيع بالتجزئة، والتقييم والاستشارات، وأسواق المال.
وقال إن شركته حصلت على جائزة أفضل شركة استشارية بالتصنيف العام فى الشرق الأوسط خلال الحفل السنوى لتوزيع جوائز «يوروموني» للعقارات 2021، وحصدت جائزة أفضل شركة للاستشارات العقارية، كما اقتنصت المركز الأول فى التصويت كأفضل وسيط للتأجير/المبيعات والتقييم العقارى والأبحاث.
وأشار إلى أنه يتم التصويت على هذه الجوائز من قبل نخبة من المستشارين والمطوّرين ومدراء الاستثمار فى القطاع العقارى عبر ملء استبيان على المستوى القُطرى ثم فرز النتائج بناءً على ترشيحات الزملاء ونتائج المشاركة فى التصويت.
وقال إن «كوليرز» تعمل فى عدد من القطاعات، منها قطاع حلول التنمية كاستشاريين، وقطاع دراسات الجدوى والدراسات المالية، ودراسات الاستخدام الأمثل للأراضي، من خلال عمل مسح كامل لمستويات الدخل وطبيعة الأفراد، والاحتياجات المطلوبة، ومستويات الأسعار، بجانب تصورات العملاء والدراسات المالية الخاصة بالشركة للوصول للاستخدام الأمثل.
القطاع الخاص يسيطر على %80 من عملاء الشركة فى السوق المحلية
وأشار إلى أن مجموعته تلقت عدة تقييمات عقارية فى السوق المحلية فى قطاع العقاراتن لافتا إلى أن القطاع الخاص استحوذ على النسبة الأكبر من أعمال الشركة فى مصر بنحو %80 ومن أبرزهم شركة سوديك، وبالم هيلز، وماونتن فيو وغيره.
وانتقل للحديث عن عملية الترويج للمنطقة التعليمية لشركة تطوير مصر، قائلاً : شركة «كوليرز إنترناشيونال» تستعد لبدء حملات ترويجية بالتعاون مع البنك التجارى الدولى خلال شهر سبتمبر الحالى، لجذب المستثمرين للمنطقة التعليمية التى ترغب شركة»تطوير مصر» فى تأسيسها بمدينة المستقبل بداخل مشروع «بلومفيلدز».
وأوضح «هلال» أن التحالف يهدف إلى بدء الترويج محلياً وإقليمياً وتحديداً فى الخليج، لجمع التمويل اللازم لإنشاء المرحلة الأولى من المنطقة التعليمية.
وقال إن التحالف ينوى الترويج لدخول مستثمرين فى أسهم شركة قابضة أو مالكة للمنطقة التعليمية، تسمح للمستثمر بتملك جزء من الكيانات التابعة والعاملة فى مجال المدارس والجامعات، بجانب تنوع الاستثمارات فى أكثر من قطاع.
وأشار إلى أن التحالف يخطط فى مرحلة لاحقة لبدء الحملات الترويجية فى الأسواق الأوروبية والأمريكية، كما تم تعيين مكتب حاتم سليمان، لتولى مهام الاستشارات القانونية لجذب المستثمرين للمنطقة التعليمية.
وفى أبريل الماضى، أعلنت «تطوير مصر» عن تدشين المرحلة الأولى من المنطقة التعليمية بمشروع «بلومفيلدز» بـ»مستقبل سيتي» بالقاهرة الجديدة، حيث وقّعت 3 عقود بقيمة استثمارية تبلغ 3.2 مليار جنيه لإنشاء فرع لجامعة «نيو جيرسي» للتكنولوجيا الأمريكية (NJIT)، وإقامة مدرستين لكينجز كوليدج إنجلترا ومدرسة لنارمر أمريكان كوليدج.
وفى السابق قال الدكتور أحمد شلبى، الرئيس التنفيذى لشركة «تطوير مصر» إنها خصصت 90 فداناً بمشروع «بلومفيلدز» لإنشاء منطقة تعليمية، باستثمارات إجمالية 10 مليارات جنيه، تم إطلاق المرحلة الأولى منها على مساحة 39 فداناً، لإنشاء فرع لجامعة «نيو جيرسى» للتكنولوجيا الأمريكية «NJIT» بتكلفة مليارى جنيه .
المرحلة تشمل أيضا فرعا لمدرسة «كنجز كوليدج» البريطانية بتكلفة 800 مليون جنيه، وإنشاء مدرسة «نارمر أمريكان كوليدج» بتكلفة 400 مليون، ومن المخطط إتمام المرحلة الأولى ما بين عامى 2026 و2027.