استغاث مئات من أسر صيادي بحيرة المنزلة القاطنين بمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، بالرئيس عبدالفتاح السيسي بعد صدور إنذارات لهم بإخلاء بيوتهم الواقعة في أرض الصيادين أو “أرض عبده الصالحي سابقًا”، وذلك لإنشاء مشروع الحزام الآمن لطريق المطرية – ابن سلام – بورسعيد الجديد المار ببحيرة المنزلة، وطالبوه بالتدخل لإنقاذهم من الطرد، لعدم وجود مأوى لهم.
مطالب بتعديل مسار الحزام الآمن لإنقاذ المنازل.. واجتماعات بالوزراء والنواب
وأرسل الأهالي شكاوي لمجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية عن تضررهم، وقالوا إن عددهم يقارب 4 آلاف نسمة، ويقطنون على شاطئ بحيرة المنزلة، وليس لهم مأوى ولا سكن غير تلك المنازل التي بنوها ومدينون في ثمنها.
وأضافوا في شكواهم أن محافظ الدقهلية أنذرهم بإخلاء المنازل، لإنشاء الحزام الآمن لبحيرة المنزلة.
وطالبوا بتغيير مسار الحزام الآمن للطريق قليلًا لتفادي هدم منازلهم، أسوة بما حدث بمنطقة جنوب بورسعيد الواقعة داخل بحيرة المنزلة، والبالغة 30 ألف فدان، مطالبين الرئيس بالتدخل مراعاة للجانب الإنساني والاجتماعي لقاطنيها الفقراء، وفقًا لشكواهم.
وقال النائب علاء عساسة عضو مجلس النواب عن الدائرة السابعة “المنزلة”، في تصريح لـ”المال”، إنه تقدم بمذكرة لمجلس الوزراء والنواب عن استغاثة الصيادين البسطاء لتوصيلها للرئيس عبدالفتاح السيسي لرفع الضرر عنهم.
وأضاف أنه عقد اجتماعات على مدار الأيام الماضية مع مجلس الوزراء والنواب وطرح بهما مشكلة أرض الصيادين، كما خاطب وزير النقل والزراعة مسبقًا والقنوات الشرعية لوقف تنفيذ الإزالات لحين دراسة الأمر.
وتطرق إلى أنه عقد اجتماعًا مع القيادات التنفيذية والأمنية وممثلين عن الأهالي بديوان عام محافظة الدقهلية، وخرج بتوصيات مفادها المطالبة بتعديل مسار الحزام الآمن لطريق المطرية بورسعيد على بحيرة المنزلة، الذي يربط الطريق الدولي الساحلي وطريق 30 يونيو.
برلماني: تعنينا حياة البسطاء.. والمدينة تحتاج لتوسعات
وأشار عضو البرلمان إلى أنه رغم الطفرة التي سيحدثها الطريق من جلب للاستثمارات، والمساهمة في رفع الإنتاج القومي من الأسماك وزيادة دخل الدولة، لكن يعنينا عدم ضرر البسطاء.
وطالب بتعديل مسار الطريق، قائلًا: “تغيير المسار سهل، ولن يتسبب في خسارة للدولة، بل سيزيد المكاسب، علمًا بأنها ستستفيد من أرض أملاك دولة، وبعدها يتم تقنين أوضاع هؤلاء الصيادين الذين ليس لهم مهنة أخرى.
وتابع: “لو تم طرد الناس من اماكنهم واستقطاعها ستحتاج الدولة مبالغ لإنفاقها على الكراكات لاستعادتها مرة أخرى كبحيرة، لكن التقنين سيراعي البعد الإنسانى والاجتماعي”.
وتطرق إلى أن مدينة المطرية لا يوجد بها أي توسعات رأسية ولا أفقية، لذا تلك الأراضي ستساهم في حل مشكلة سكنية لهم.
علود: الصيادون اشتروها بالقسط وعليهم شيكات بثمن المباني
وعن بداية المنطقة، قال حسين علود مدير السجل المدني بالمطرية سابقًا، إن منطقة أرض الصيادين أنشأها شخصًا توفى يدعى “عبده الصالحي”، عن طريق ردم جزءً من شاطئ البحيرة، وبعدها باعها للصيادين بالقسط، الذين بنوها ويقطنون بها وأسرهم، ويدينون بثمن المباني للمقاولين.
وأضاف أن الصيادين فوجئوا منذ يومين بصدور قرار بإزالة ما يقرب من 300 منزل لإنشاء الحزام الآمن لبحيرة المنزلة، ضمن إنشاء طريق بورسعيد المطرية، موضحًا أن هذا الطريق غير مساره مرتين الأولى لتفادي 27 ألف فدان بمنطقة المثلث ببحيرة المنزلة المأهولة بالسكان، والثانية لوجود مناطق تابعة للآثار.
وطالب بتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنقاذ الأهالي، وتغيير مسار الطريق مع شاطئ البحيرة وتقنين أوضاعهم لرفع الضرر عن الصيادين البسطاء أسوة بمنطقة المثلث، قائلًا: “الناس غلابة أوي، ومحتاجين لتدخل الرئيس”.
وأشار إلى أن المطرية ليس لها ظهير صحراوي والمناطق ضاقت بالسكان وتحتاج لتوسعات، وتغيير مسار الحزام سيؤدي لتوفير أماكن سكنية.
مسئول: السكان مستواهم تحت خط الفقر.. وبيع لهم الوهم
من جانبه، قال أحد المسئولين إن مشروع تطوير بحيرة المنزلة، وإنشاء حزام آمن على البحيرة يربط 4 محافظات، وضمن مساره تقع منطقة عبده الصالحي “جزيرة مؤهلة بالسكان”، على مساحة 45 فدانًا، أنشأت منذ عام 2009 و2010 ضمن عمليات التجفيف والردم المخالفة التي تمت قبل وأثناء ثورة يناير 2011.
وأضاف أن السكان هناك مستواهم تحت خط الفقر، واشتروا الأراضي بالقسط من الشخص الذي ردم المنطقة بالمخالفة، ووقعوا شيكات لمقاولي البنايات، وليس لهم مكان آخر، ووصف ما تم معهم بأنهم “بيع لهم الوهم”.
وتطرق إلى أن المرافق دخلت المنطقة في الفترة من 2010 حتى 2016 عن طريق عدادات كودية عشوائية، نظرًا لأنها مبانٍ مخالفة على أرض ملك الثروة السمكية.
وأوضح أن عددهم 300 بيت، تضم 520 أسرة، باجمالي تعداد 2184 مواطن داخل أرض الصيادين، وصدر قرار رقم 620 لسنة 2020 بتنفيذ إزالة 298 حالة تعدٍ.
واقترح مسئول آخر، أن تدخل أرض الصيادين ضمن منطقة تطوير العشوائيات، وإنشاء ميناء للصيد، وتغيير مسار الحزام الآمن المقرر إنشاؤه للطريق، مع تقنين وضع الصيادين والتصالح في مخالفات البناء التي تمت معهم مما يساعد في حل أزمتهم، وإدخال مبالغ مالية لخزينة الدولة، أسوة بما حدث في مناطق تعديات أخرى، نظرًا لعدم وجود ظهير صحراوي أو توسعات بالمدينة.
وألمح إلى أن الحزام الآمن بمنطقة الدقهلية يبلغ طوله 8 كيلو متر، يبدأ من منطقة المسطحات مرورًا بأرض الصيادين.
متضررون: ليس لنا مأوى ونسعى للتقنين
وقال عدد من المتضررين: “نحن لدينا ثقة في الرئيس عبدالفتاح السيسي لحل مشكلتنا، ولدينا استعداد لتقنين أوضاعنا مع الدولة، فنحن ليس لنا مأوى، وأغلبنا مدين بشيكات للمقاولين”.
وأضافوا أنهم يعملون من سنوات لسداد قيمة الأرض التي بيعت لهم، وعليهم ديون وأقساط وشيكات مستحقة السداد، وليس لهم بديل لكن تغيير مسار الطريق أمتار ستنقذ حياة مئات الأسر.