سيول الإمارات وعُمان.. ناقوس خطر بأهمية التأمين ضد الكوارث الطبيعية

أصبح التأمين على الممتلكات أشد إلحاحًا مما سبق في ظل عالم ملبد بالمفاجآت

سيول الإمارات وعُمان.. ناقوس خطر بأهمية التأمين ضد الكوارث الطبيعية
إبراهيم الهادي عيسى

إبراهيم الهادي عيسى

4:30 م, السبت, 20 أبريل 24

شهدت دولة الإمارات أكبر كميات أمطار خلال الأعوام الـ75 الماضية، بينما مثّل المطر بتلك الغزارة المفاجئة على الناس والمرافق بصورة كبيرة، ليبقى بعض التسرّب المطري من النوافذ والأبواب أمرًا بسيطًا أمام طوفان غرق بعض المنازل والمحلات والطرق.

وأغرقت بعض مدارج المطارات بفعل السيول، وأعلن مطار دبي الدولي المشهور بدقته وأناقته وازدحامه عالميًا، حيث توقّفت بعض الرحلات مؤقتًا، كما انقطع التيار الكهربائي لوقت قصير في بعض الأماكن، وعامت بعض الساحات بالماء، وتعطلت السيارات التي سوف يكون إصلاحها مؤلمًا لأصحابها.

ووفقًا للمركز الوطني للأرصاد، شهدت دولة الإمارات الثلاثاء الماضي هطولًا قياسيًا للأمطار بلغ منسوبه 254 مليمترًا في مدينة العين خلال أقل من 24 ساعة، كأعلى معدل منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1949، قبل تأسيس الدولة في عام 1971.

كما أعلنت سلطنة عمان الأربعاء الماضي ارتفاع حصيلة ضحايا السيول إلى 19 قتيلًا و4 مفقودين، وجرفت الأمطار ملاجئ النازحين شرقي اليمن، بينما أعلنت دبي أنها شهدت كمية أمطار لم تشهدها منذ عقود، فيما قضى بأفغانستان نحو 70 شخصا نحبهم منذ السبت بالفيضانات.

وشهدت سلطنة عمان مع البحرين والإمارات أمطارًا رعدية غزيرة أدت لفيضانات وسيول، ما أسفر عن وفاة 12 طالبًا في المدرسة.

وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أن أمطارًا غزيرة جرفت ملاجئ النازحين في محافظة مأرب شرقي اليمن، ما أدى إلى فقدانهم للمأوى، وتشهد عدة محافظات يمنية منذ أيام أمطارًا غزيرة أدت إلى تضرر العديد من السكان، خصوصا في صفوف النازحين جراء الحرب.

ولكن هل للتأمين دور في تغطية مخاطر وأضرار السيول المصنفة ضمن الكوارث الطبيعية؟

التأمين ضد المخاطر الطبيعية.. ضرورة ملحة

وقال محمد الغطريفى، وسيط تأمين، إن التغطية التأمينية للأخطار الطبيعية لا تكون بشكل منفصل، وإنما هو ملحق مضاف لوثائق الحريق، ويغطى أخطار الزلازل والسيول والعواصف والفيضانات والبراكين، بملحق مضاف لوثائق الحريق ووثائق جميع الأخطار وبعض فروع التأمين الأخرى.

وثمّن دور التأمين ضد الأخطار الطبيعية، لما له من ضرورة ملحّة للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وضمان رءوس الأموال، والاستثمارات، إذ ظهر الاحتياج له جليا بسبب خسائر العواصف والسيول التى ضربت البلاد مؤخرا ببعض المناطق، مثل طابا بسيناء والجونة فى البحر الأحمر، فضلا على الأمطار الغزيرة على العديد من المحافظات، كالإسكندرية والقاهرة، والتى ساهم فيها قطاع التأمين بمئات الملايين لتعويض الخسائر فى الممتلكات والمنشآت خلال السنوات الأخيرة.

وأشار إلى أن التأمين ضد الكوارث الطبيعية أصبح مما تفرضه الحاجة والواقع، فلم يتوقع الناس قديما لحظة أن يصيب مصر زلزالا خلف خسائر ربما نسدد ضريبتها إلى اليوم، والآن، علينا ألا نركن إلى بُعد البلاد جغرافيا عن مصادر الخطر، إذ إن تغيرات المناخ لم تدع احتمالا يمكن أن يحدث إلا وأصبحت صحته أقرب إلى الواقع منه إلى مجرد التنبؤ، فقد أدى تغير المناخ عالميا إلى تفاقم الكوارث الطبيعية وتعرض العالم بمناطق مختلفة للعديد من الزلازل والبراكين، بخلاف الأمطار الغزيرة وما تحدثه من السيول والفيضانات التى تدمر العديد من الممتلكات والمنشآت والطرق والبنية التحتية.

إدراك العملاء اليوم أفضل من السابق

وأوضحت باسمة مندور، نائب رئيس قطاع القناة بشركة ثروة للتأمين، أن إدراك العملاء بأهمية تأمين المخاطر الطبيعية اليوم أفضل من السابق؛ فقد بات الإقبال عليه كبيرا من المؤسسات والأفراد، وذلك لم يأتِ من فراغ، فقد صار المؤمن عليهم على درجة أفضل من الوعى بضرورته.

وأرجعت قضية وعى العملاء إلى الضرورة التى فرضت نفسها على المؤسسات، فى حين ما زالت أهمية التأمين غائبة عن أذهان جزء كبير من المواطنين، حيث إن غالبية العملاء المؤمّنين ضد المخاطر الطبيعية هم الفنادق والقرى السياحية والمصانع والمبانى الإدارية، بينما إذا طلبها الأشخاص الطبيعيون فيكون بأعداد منخفضة وبمناطق معينة هى عُرضة للكوارث -عمليا- أكثر من غيرها، ولذلك فإن معظم الأفراد الذين يطلبون إضافة تغطية المخاطر الإضافية إلى وثائق التأمين ضد الحريق، قد تعرضوا إلى خسائر سببها خطر طبيعى ما، أدى بهم إلى اللجوء لتلك الوثائق، وليس الأمر نابعا من إدراكهم أهميته.

2011 دفعت إلى تصميم منتجات تناسب الوقت والمكان والواقع

وكشف هشام شقوير، خبير التأمين الاستشارى، أن نشاط السوق التأمينية قد نبعت من إدراك العملاء أهمية التأمين، بعد أعمال الشغب والاضطرابات التى وقعت فى الفترة من 2011 إلى 2013، مما دفع شركات القطاع إلى تصميم منتجات جديدة تناسب الوقت والمكان والواقع، وذلك ما عدّه من الابتكارات المفروضة، مما خلق تحسّنا فى الوعى وإدراكا أكثر شمولية، حتى إن كانت الحوادث التى تعرضت لها الكيانات والأفراد هى ما ولدّته وليس الإيمان بضرورة التأمين، ولكن مواكبة الأحداث قد تروّج لابتكارات أخرى، ومن ثَم، فقد يدفع ذلك الشركات لإنتاج وثائق خاصة بالمخاطر الطبيعية على حدة، تشمل كل ما يُتصوّر أن يكون، تتناسب مع  الموقع الجغرافى ومدى ونوع الخطر الطبيعى المتوقع أن تتعرض له الممتلكات المؤمن عليها فى كل موقع، والتى تختلف من موقع لآخر.

وأشاد شقوير بجهد الاتحاد المصرى للتأمين فى زيادة الوعى التأمينى لدى المواطنين، وما يقوم به من العمل على إنشاء مجمعة للتأمين ضد الأخطار الطبيعية لتساهم فى توزيع الخسائر والتخفيف من آثارها وزيادة القدرة الاستيعابية لمواجهة الكوارث، فضلا على ما تبذله شركات القطاع فى هذا الملف والذى ظهر جليا من خلال خطوات إعادة تقييم الممتلكات، بعد تحرير سعر الصرف.