Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

المؤشرات الصهيونية تشعل متغيرات القرن 20 الشرق أوسطية

المؤشرات الصهيونية تشعل متغيرات القرن 20 الشرق أوسطية
شريف عطية

شريف عطية

6:48 ص, الخميس, 1 أبريل 21

ليس كمثل الغايات «غير الواقعية» للمشروع الصهيونى الأكثر تأثيرًا فى تشكيل الصورة التى باتت عليها منطقة الشرق الأوسط فى القرن العشرين.. الذى يجوز أن يطلق عليه «قرن الصهيونية» لفرط ما حققت خلاله من متغيرات دراماتيكية، بدءًا من زرع إسرائيل فى قلب المنطقة العربية.. لفصل مشرقها عن مغاربها، ولتصبح منذ إعلانها شديدة الحرص على أن تكون «مجتمع حرب»، كضرورة لبقائها وسط محيط عربى رافض لتوسعاتها الاستيطانية.. وإلى أن يتحتم على العرب من وجهة نظر إسرائيلية.. الرضوخ للقبول بالسلام من منطلق القوة الصهيونية، إذ تستند فى ذلك إلى أمرين هامين، تفوق ذراعها العسكرية الطويلة على مجمل الدول العربية بمقتضى الإعلان الثلاثى الغربى 1950 ما دفع العرب تباعًا إلى اللجوء شرقًا لكسر احتكار السلاح، وصولًا بروسيا لأول مرة إلى المياه الدافئة، أما الأمر الثانى فقد تلخص إسرائيليًّا فى العمل نحو استقطاب الجارات الإقليميات العربيات إلى جانبها، تركيا- إيران- إثيوبيا، والتى تمثل على أطراف المنطقة نسقًا تاليًا يحيط بدول الطوق العربية المحيطة بإسرائيل فى إطارها المباشر، وليتحقق لإسرائيل من ثم التفوق على العالم العربى حتى العام 1973، حين كسرت مصر- قبل انعزالها- الذراع الإسرائيلية الطويلة، لتثنى عليها بعدئذ «حرب تموز» اللبنانية 2006ما شجع الإقليميات غير العربيات- وفقًا لمصالحها- للتنافس مع هيمنة «الحقبة اليهودية»، خصمًا من الرصيد العربي.. وعلى النحو المشهود خلال العقود الأربعة الأخيرة، إلا سرعان ما أثبتت تركيا فى العام 2021 عجزها عن مواصلة تحقيق طموحاتها لإحياء ما سمّتها «العثمانية الجديدة»، ولترغب من ثم فى فتح صفحة جديدة (تحت التمحيص) مع دول عربية رئيسية، كما تلقى إثيوبيا ما يشير إلى موقف مصرى صلب.. لقصر ذراعها عن المساس بالحصص المائية لدولتى مصب نهر النيل، ما سوف يحدّ من تطلعاتها إلى دور إقليمى متميز على حساب دول الجوار، ذلك فيما تعانى إسرائيل منذ العام 2019 فراغًا سياسيًّا وحكوميًّا.. يهدد بإجراء انتخابات تشريعية خامسة محتملة خلال العامين الأخيرين، أما عن إيران فلا تزال رغم العقوبات الدولية.. على إصرارها التدخل فى الشئون الداخلية لأربع عواصم عربية، دمشق- بيروت- بغداد- صنعاء، إذ تمضى «الفارسية» مع القوميات الرئيسية الأخرى داخل الإقليم، العربية- العبرانية- الطورانية، فى التنافس على التفوق الإقليمى.. ما يتيح لأيهم مركزًا دوليًّا متميزًا، والعكس صحيح، ذلك بينما تتمركز المنظومة العربية فى قلب المنطقة فإن الآخرين غير العربيات يقبعن على أطرافها، حيث تلهث إسرائيل وراء التطبيع مع العالم العربى الذى يتجه منذ2011 نحو المزيد من الصلابة، مشترطًا مبدأ «الأرض مقابل السلام»، لئلا يكون التطبيع ليس غير بارد مع الدولة العبرية، فيما ليس أمام إثيوبيا إزاء الموقف المصرى الصلب إلا التوقيع على اتفاق مُلزم بشأن تشغيل «سد النهضة»، أما عن تركيا وفى معيّتها قطر.. فلا تزال العلاقات العربية معهما فى مرحلة عجم العود إلى أن تثبت أنقرة جديتها فى احترام حسن الجوار، ذلك فيما وضع إيران داخل الإقليم رهنٌ بما تسفر عنه محادثات دولية حول برنامجها النووى الصاروخى، بالتوازى مع توقيع اتفاق التفاهم الإستراتيجى بين إيران والصين، لخمسة وعشرين عامًا، قد تقلب متغيرات المنطقة، بما يضمن الطاقة لبكين، ويضمن لطهران الهروب من الحصار، وإن كان ذلك لا يعنى أن إيران ليست فى حاجة للتفاهم مع الولايات المتحدة مستقبلًا وفقًا لمصالحهما، ومن هنا لا ينبغى استبعاد قوة روسيا الصاعدة كدولة عظمى مناظرة لكل من الصين والولايات المتحدة، ذلك فى الوقت الذى لا تزال للمؤشرات الصهيونية الدولية دورها مع استدارة القرنين الأخيرين فى إشعال المتغيرات الدراماتيكية للشرق الأوسط.