أصبحت ظاهرة الذكاء الاصطناعي مثال جدل كبير هذه الأيام ، لتأثيرها على مختلف مجالات الحياة ومنها الفنون ومايمكن أن تؤثر علي مستوى وجودة الأعمال الفنية الدرامية الفترة المقبلة ، مثلما تؤثر هذه الظاهرة على مجال الموسيقى وغيرها من المجالات الفنية المختلفة ، مما يسبب قلق كبير ومخاوف لدى كثير من مبدعي صناعة الدراما التليفزيونية تحديدا .
نرصد في هذا التقرير أراء بعض المتخصصين في تأثير ظاهرة الذكاء الاصطناعي على العمل الفني خاصة الدراما ، ومدى امكانية ومساهمة هذه الظاهرة في تطور صناعة الدراما أو تراجعها خلال السنين القادمة .
سمير الجمل : يمكن استخدامه على مستوى التكنولوجيا والخدع البصرية والمجاميع الكبيرة
أعرب السيناريست سمير الجمل عن كون الذكاء الاصطناعي يسبب هذه الأيام مخاوف وقلق كبير لكثير من المبدعين ، لأن استخدامه بشكل مفرط ويفوق العنصر البشري سيكون له آثار سلبية تماما على صناعة الدراما .
وأضاف ل” المال” أن الذكاء الاصطناعي مثل ” أطفال الأنابيب ” لتعويض عدم قدرة أشخاص معيين على عدم انجابهم بصورة طبيعية وكذلك تأجير الأرحام، فذلك كله لم يعوض قانون الله الأصلي .
لذلك الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه على مستوى التكنولوجيا والخدع البصرية والمجاميع الكبيرة في الدراما ، لكن أن يتم استخدامه لاستحضار نسخة من عبد الحليم حافظ مثلا في عمل فني ، فذلك لن يحقق أي نجاح لأن المشاعر والعواطف في العمل الفني ستكون غير موجودة بهذه الظاهرة وفق” الجمل ” .
أكد أن هذه الظاهرة ستأخذ وقتها وستنتهي تماما خاصة فيما يتعلق بالتأليف واعادة انتاج الأعمال الدرامية القديمة ، لكن يمكن أن يفيد صناعة الدراما في احضار مايقرب 1000 شخص كمجاميع في عمل فني ، أو عمل خدع بصرية معينة في مسلسل تليفزيوني ، واستخدامه أيضا في تطوير الأكشن في الدراما التاريخية، ولن يصبح بديلا أبدا للابداع البشري مهما حاولوا فيها لن يحقق أي نجاح ،بسبب غياب الروح للعنصر البشري حين استخدام خاصية الذكاء الاصطناعي .
عماد يسري : الذكاء الاصطناعي مثل أي وسيلة تكنولوجية لن تؤثر سلبا للدرجة التي نعتقدها
ولفت الناقد الفني عماد يسري الى أن أي تطور في مستوى ودرجة الوسائل التكنولوجيا تساهم في افادة العنصر البشري في مجالات مختلفة بالحياة ومنها الفن عبر الزمن .
أستطرد قائلا أنه في بداية السينما المصرية كانت الآلة التي تستخدم لمونتاج الأفلام معقدة للغاية ، لكن تطورت هذه الآلة مع مرور الزمن والسنوات وأصبح يمكن تنفيذ عمليات المونتاج ونحن نجلس في منازلنا أمام شاشة الكمبيوتر ، كان الشريط السينمائي معقد جدا ليتم تقطيع المشاهد منه .
وأكد يسري أن المخرج فهمي عبد الحميد كان يقوم بعمل خدع معينة في الفوازير التي قدمها ، ولو كانت هذه الوسائل التكنولوجية في زمنه كان سيقدم أشياء لنا فوق مستوى الخيال ، لذلك التكنولجيا تكون داعمة دائما لأي صناعة عبر العصور المختلفة منذ بداية واختراع السينما والأعمال الفنية في العالم .
نوه كذلك أن الذكاء الاصطناعي مثل أي وسيلة تكنولوجية لن تؤثر سلبا للدرجة التي نعتقدها ، فذلك قيل في الماضي حينما تم اختراع جهاز التلفزيون وثبت مع مرور السنوات أنه كان اضافة كبيرة ولم يكن عائقا لما كان موجودا قبله .
فايزة هنداوي : الاعتماد عليه بشكل كلي وليس كمساعد فقط لصناعة العمل الدرامي سيحدث تأثيرا سلبيا
وأوضحت الناقدة فايزة هنداوي فقالت : أن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه في استكمال كتابة مسلسل معين بطريقة وأسلوب الكاتب الراحل وحيد حامد مثلا .
وأشارت الى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر بالايجاب أو السلب على صناعة الدراما التليفزيونية الفترة المقبلة ، وذلك يتوقف على أسلوب استخدام العنصر البشري له .
فلو استخدمه العنصر البشري بذكاء سيكون الذكاء الاصطناعي مفيدا ، فما هي المشكلة في استخدامه لتسهيل أمور معينة بالنسبة لأي مبدع وفق” هنداوي “.
أكدت أن الاعتماد عليه بشكل كلي وليس كمساعد فقط لصناعة العمل الدرامي فذلك سيحدث تأثيرا سلبيا ملحوظا ، لأنه يبقى عنصر الابداع البشري يجب أن يظل متواجدا حتى لو استخدمنا الذكاء الاصطناعي ، لافتة الى أن مسلسل ” اش اش ” الذي عرض بموسم دراما رمضان الماضي 2025 تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتركيب جسد امرأة على وجه النجمة مي عمر لكونها قدمت شخصية راقصة وهي لاتجيد الرقص في الأساس .
أردفت قائلة أنه لايوجد مانع أبدا في استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير صناعة الدراما ، من خلال كونه عنصرا مساعدا للعنصر والابداع البشري مثل الجرافيك وتطوير الصورة وخلق أشياء غير موجودة بالواقع ويتم الاستفادة منها في الدراما والعمل الفني وذلك حدث بالفعل في فيلم” أرش مان” لاالباتشينو وروبرت دي نيرو ” ، بالاضافة لقدرة الذكاء الاصطناعي على تصغير أعمار فنانين معينين في الأعمال الدرامية ، فكل ذلك سيكون مفيدا لصناعة الدراما طالما كان استخدامها عاملا مساعدا للعنصر البشري .